ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم
عندما ننظر إلى العالم اليوم، بكل ما فيه من مشاآل وتعقيدات وخلط واضطراب وجهل
وتطاحن، يصعب التصديق أن البشرية قد دخلت مرحلة جديدة من التطور والرقي. ومع
ذلك فقد ترك الإنسان خلفه العصورَ المادية الخشنة وخطا خطوات حثيثة واسعة نحو
مشارف المرحلة الجديدة من تطوره الصاعد.
ومع اقترابنا المتزايد من هذا العصر الذري فإن الكثير من قوى الطبيعة التي آانت
مجهولة في العصور المظلمة يتم الآن اآتشافها وتوظيفها مما يساعد على تسارع
وتيرة التواصل العالمي والتقدم في مجالات الطب والزراعة والإنتقال وغيرها.
حقاً أن الوسائل التكنولوجية العصرية قد غيرت تغييراً جذرياً نسيج الحياة اليومية آما
عرفناها ونعرفها.
لكن العصور المظلمة التي اجتازتها البشرية ما زال تأثيرها قوياً ومستحكماً في الناس.
ولهذا السبب فإن الإنسان يستخدم الأساليب العلمية المتطورة لا لعمل الخير وحسب بل
لتغذية وتقوية الغرائز المادية الخشنة من أنانية وتخريب وجشع. وهكذا فإن تأثير
العصور المظلمة سيدوم على مدى سنين طويلة.
لقد وفّر هذا العصر الصاعد الكثير من وسائل الراحة بفضل الأساليب والوسائل
التكنولوجية المتطورة، آما وفر للناس فسحة من الوقت الحر لم تكن متاحة من قبل.
ففي العصور المظلمة آان الناس يصرفون آل لحظة من لحظات يقظتهم وآل طاقاتهم
لكي يقيموا أودهم ويبقوا على قيد الحياة. ولم يمتلك ما يكفي من الوقت لصرفه في
اهتمامات أرقى سوى فئة قليلة جداً من الناس.
الآن – في الدول الصناعية على الأقل – الكل ينتمي إلى تلك الفئة. ولكن ما الذي يفعله
الناس في أوقات فراغهم وراحتهم؟
ونظراً لجهلهم بغاية الحياة فهم يصرفون وقتهم ويبددون طاقاتهم في تسليات لا نهاية
لها. الشخص العادي في الغرب يصرف قرابة الخمسين ساعة أسبوعياً في مشاهدة
التلفزيون. تصوروا آم سيكون الناس أآثر سعادة وآم سيكون العالم أفضل مما هو
عليه لو أن تلك الساعات الطويلة يتم صرفها في نشاطات روحية مثمرة!
المتأملون يستثمرون وقتهم استثماراً حكيماً ومجدياً. لكن للأسف معظم الناس ابتعدوا
عن الله وعن قوانين الله.
هذا ولكم جزيل الشكر